الجمعة، 2 يوليو 2010

معجزة الذرة 1



مقدمة

 ''لماذا؟''

 بمجرد العثور على إجابة، سيكون هذا السؤال مفتاحا لبوابة تؤدي بالمرء إلى عالم مختلف تماما· ويشكل هذا السؤال، في الوقت نفسه، خيطا رفيعا يفصل أولئك الذين يعلمون عن أولئك الذين لا يعلمون· وفي العالم الذي نعيش فيه، تنشغل البشرية بالبحث المستمر عن إجابات للعديد من الأسئلة مثل ''ماذا؟''، و''كيف؟''، و''بأية طريقة؟''، ولكنها لم تستطعْ أن تحرز سوى قدر ضئيل من التقدم في الإجابة عليها· ومن غير المحتمل أن يصل الإنسان إلى الحقيقة ما لم يسأل نفسه ''لماذا؟'' يوجد كل هذا النظام والتوازن الرائعين اللذين يتفاعل معهما·

وفي هذا الكتاب، سوف نتناول موضوع ''الذرة''، أساس كل شيء حي وغير حي· وبعد أن نرى ما يحدث في الذرة والكيفية التي يحدث بها، سوف نبحث عن إجابات للسؤال ''لماذا؟''· وستأخذنا إجابات هذا السؤال إلى الحقيقة التي ننشدها· وسنجد إجابات لهذا السؤال في القرآن الكريم، الهدى الربّاني الذي يحتوي على تفسير لكل شيء.

منذ النصف الأول من القرن التاسع عشر، عمل مئات العلماء ليل نهار للكشف عن أسرار الذرة· ولابد من الإشارة هنا إلى أن هذه الدراسات، التي كشفت عن شكل الذرة، وحركتها، وتكوينها، وخواصها الأخرى، قد حطمت الأسس الرئيسة للفيزياء الكلاسيكية التي افترضت أن المادة كيان ليست له أية بداية أو نهاية، ووضعت أسس الفيزياء الحديثة، وأدت أيضا إلى ظهور العديد من الأسئلة·

وفي النهاية، اتفق العديد من الباحثين الفيزيائيين على إجابات لتلك الأسئلة، على أن هناك نظاماً مثالياً، وتوازناً تاماً، وتصميماً واعياً في الذرة، كما هو الحال في كل شيء آخر في الكون·

وقد ظهرت هذه الحقيقة في القرآن الكريم الذي أنزله الله سبحانه وتعالي قبل أربعة عشر قرنا· وكما هو واضح من آيات القرآن، يعمل الكون بأكمله بنظام مثالي لأن الأرض، والسماء، وكل شيء بينهما من خلق الله الذي يملك قوة وحكمة لا حدود لهما·

ولا يوجد بالتأكيد ما يدعو إلى العجب في أن كل شيء خلقه الله يتسم بتميز رائع ويسير بنظام لا عيب فيه· وفي الواقع، فإن ما يدعو إلى الدهشة حقا هو استمرار الإنسان في عدم إحساسه بالمعجزات العديدة التي يقابلها ويراها ويسمعها ويعرفها - بما في ذلك جسمه - ولامبالاته ''بالسبب'' الكامن وراء التركيب المعجز لهذه الموجودات·

وعلى الرغم من أن كتاب ''معجزة الذرة '' يبحث في موضوع علمي، فإن الهدف منه يختلف عن الهدف من الكتب العلمية التقليدية· إذ يتناول هذا الكتاب ''الذرة''، التي يتمثل تفردها في كونها وحدة بناء للأشياء الحية وغير الحية على حد سواء، من خلال الأسئلة ''ماذا؟''، و''كيف؟''، و''بأية طريقة؟''، مما يفتح بابا للإجابة على السؤال ''لماذا؟''· وبمجرد أن نتخطى هذا الباب، سوف يتكشف لنا جميعا السمو في حكمة الله، ومعرفته، وخلقه:

"اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيم"

وللموضوع بقية.

تحياتى

وليد حموده


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق